بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ثم أما بعد ..
يأتي قرار قس الكنيسة الأمريكية
بحرق نسخ من المصحف الشريف أمام الملأ بإيعاز من الإدارة الأمريكية نفسها بتنفيذ هذه الجريمة الصليبية الحاقدة
. وتزعم أمريكا أنها تدين هذا العمل وتعتبره عملاً شائناً وأنها تزعم محاولاتها ثني القس الأمريكي عن قراره الجبان ، ولكن هذا هو استغباء أمريكا للعالم كالعادة ، فأمريكا هي راعية الحملة الصليبية والحرب على الإسلام ، كما أنها تملك منع هذا القرار الجبان ولكنها تحاول أن تظهر بمظهر الذي ليس بيده حيلة تجاه هذه الجريمة !
يعلم المسلمون كلهم أنه ليس بعد الكفر ذنب ، ولكن بكل أسف فإن أكثرهم لا يعلمون أن
حرق المصحف الشريف وتدنيسه قام به المرتدون الكفار
حكام العالم الإسلامي قبل أن يفكر هذا القس الأمريكي الكافر بمحاولة تقليد جرائم الحكام والحكومات المستعربة.
هذا القس الأمريكي الأحمق يريد حرق المصحف الشريف كعمل مادي استفزازي بينما لا يملك حرقه أو إزالته أو تغييبه عن الحياة ، بينما حكام الدول المستعربة يحاربون القرآن الكريم عملاً وقولاً وسياسة ونهجاً وقتلاً وظلماً وعمالة لليهود والصليبيين وحقداً على الإسلام والمسلمين.
إن وجود أنظمة الحكم الكافرة في بلاد المسلمين ينبغي أن يستفز مشاعر المسلمين ويثير في قلوبهم الحميّة للدين والعقيدة والقرآن أكثر من نية القس الأمريكي بارتكاب هذه الجريمة . إن هذا القس الأمريكي لم يكن ليفكّر بمثل هذه الجريمة لولا أن حكام العرب سبقوه في ارتكابها وبالغوا في التعبير عن كرههم للإسلام والمسلمين .
إننا لا ننسى ما فعله حاكم باكستان الكافر المدعو "برويز" عندما هدم جنوده المسجد الأحمر وقصفوه بالقنابل وأطلقت عصاباته الرصاص على المصحف الشريف وقتلوا المسلمين المعتصمين في المسجد .
لم ننسى ما فعله بعض أفراد من عصابات الجيش السوري الكافر قبل عامين، فقد دنّسوا المصحف الشريف في سجن "صيدنايا" وداسوه بالأقدام وسبّوا الله عز وجل لاستفزاز مشاعر الأسرى المسلمين مما اضطر السجناء للتمرد على السجن وبعدها ارتكبت عصابات الجيش مجزرة بحقهم وقتلوهم بالرصاص . وإذا ما تحدّثنا عن تدنيسهم للمصحف الشريف في مجزرة حماة عام 1982م وعن أهوال جرائمهم وقتلهم لأكثر من 40 ألف مسلم في شهر واحد فإننا سننسى خبر نية القس الأمريكي بتقليد طواغيت العرب في جريمة كهذه .
لم ننسى جرائم الجيش اللبناني الصهيوصليبي والرافضي عندما أبادوا مخيّم نهر البارد وقتلوا أهله المسلمين وهدموا مساجدهم وأحرقوا المصاحف وسبّوا الله والإسلام وارتكبوا جرائم وحشية ليس لها دلالة سوى الحقد على الإسلام وعلى كل من قال إلا إله إلا الله محمد رسول الله .
لم ننسى ما فعلته عصابات الحمسجية التابعة لحركة الإخوان في فلسطين عندما هدموا بيتاً من بيوت الله بكل وحشية وهمجية وقتلوا من فيه من المسلمين الداعين لإقامة شرع الله كما لم تسلم نسخ القرآن الكريم من نيران أسلحتهم فكانت كثير من نسخ المصحف قد اخترقتها رصاصات المجرمين من حماس أذلهم الله .
وليست مأساة أختنا كاميليا عنا ببعيد ، فبعدما أسلمت وذهبت لتشهر إسلامها اختطفتها عصابات الدولة في مصر وسلّموها للكنيسة وانقطعت أخبارها عن العالم ، وهذا عمل جبان أكثر كفراً من جريمة حرق المصحف .
إن الجرائم التي يرتكبها طواغيت الحكم وعصابات الردة في بلاد المسلمين هي أكثر شناعة وكفراً من جريمة القس الأمريكي الجبان ، الذي يستغل ظرف غياب الخلافة الإسلامية وغياب الحاكم المسلم ليفعل ما يحلو له من كفر ويعبّر عن تمسّكه بقيم وتعاليم دينه الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وحلفاءها في برنامج الحرب على الإسلام ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ، ومن حماقة الكفار أنهم لا يتعلمون من أخطائهم ولا يستفيدون من دروس التاريخ، فقد نسوا رجال أمتنا الأبطال ومجاهديها أسود القاعدة وطالبان ، فالذين قاموا بغزوة 11 سبتمبر رداً على الجرائم الأمريكية في دعمها لدولة الكيان اليهودي ، فإنهم بإذن الله قادرون على إحراق أمريكا في جحيم الدنيا قبل أن تحترق في جحيم الآخرة ، وقد انتبه قائد القوات الدولية في أفغانستان لحجم الكارثة والانتقام الذي سيحل عليهم، فناشد قومه أن جنوده في خطر محقق إذا ما نفذت الكنيسة الأمريكية تهديداتها بحرق المصحف . وهذا ما سيكون بإذن الله ، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون .
مع تحيات ادارة منتديات شباب